الرئيسية | RSS

الأحد، 8 أغسطس 2010

فن الحوار

من كتاب. د/ عبدالرحمن الصبيحي



لوحة للرسام الزيكان (لبنان)

ليس هذا المكان ولا الوقت المناسب لأن أشرح لك معنى فن الحوار ، بل إنني أجزم بأنك تعرف يقيناً ماذا أعني بفن الحوار؛
لذا سيكون الحديث عن كيفية توظيف فن الحوار في التعرف على (من أنت )
إن أكتسابك فن الحوار واسسه أمر في غاية الأهمية ، بل إنه المدخل إلى التمتع بمزايا عدة مثل : الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي ،



 وهو في الوقت نفسه مطلب لكل إنسان ، فمن الصعب أن يتعامل الآخرون أو يتحاوروا معك حين يكون أسلوبك في الحوار أسلوباً عقيماً ، أو متسماً بالعصبية أو العناد والتحدي أو أنك ممن يجادل بهدف المجادلة ، وفي الوقت نفسه فإنك لاتجد الرغبة في الحوار مع أي إنسان بهذه الصفات نفسها .



وبما أن فن الحوار يتضمن احترام الراي الآخر ، وتقبل آراء الآخرين بروح رياضية مهما كانت مخالفة لرأيك ، فإن هذا يتطلب منك أن تدرب نفسك على هذه الخصال ، وأن تضعها في الحسبان دائماً عند الحديث مع شخص آخر . أو في أجتماع عمل من خلال نقاش أو لجنة أو ندوة أو مؤتمر ، بل إن أهم الأسس التي يقوم عليها (فن الحوار) هي ضبط النفس والتحكم في الأنفعالات عند المحاورة .
أضف إلى ذلك أن(فن الحوار ) يتطلب أن تكون لديك القدرة على ترتيب أفكارك ووزنها والتسلسل المنطقي في عرض الفكرة التي تطرحها ، حتى تلاقي قبولاً من الطرف الآخر.
فإذا توافرت لك تلك الخصال والمهارات والقدرات المتعلقة بفنيات الحوار فإنك ستكون محاوراً جيداً وقادراً على الأقناع والتبرير المنطقي والمعقول حيال الأفكار والموضوعات ، وبالتالي فإن هذه القدرة على الإقناع ستجعل منك مرجعاً لكل مَنْ حاورتهم في تناول موضوعات تطرأ على حياتهم ، بمعنى أنك ستكون بطريقة غير مباشرة مستشاراً في بعض القضايا ، وهذا سيقربك من الآخرين ويقرب الآخرين منك ،وسيحسن صورتك في أذهانهم ، وسينقلون للآخرين نظرتهم إليك ، وأسلوبك المتميز في اللحوار وسبل الإقناع .



وبالطبع فلن تكون محاوراً محترفاً إلا حين تكون لديك الثقافة التي تجعلك تحاور على أسس نظرية وعملية ،
وحين تفتقد الثقافة والأطلاع ومتابعة الجديد من الاخبار والعلوم ، فسيكون حوارك مبنياً على خبرات شخصية ، وقد تكون تلك الخبرات في بعض الأحيان خاطئة ، وأنت تمارسها في حياتك متصوراً أنها الصواب وأن غيرها هو الخطأ ، مما يوقعك في حرج مع الآخرين ،لأنهم لن يقبلوا وجهة نظرك ولن يقتنعوا بها ، ولن تصبح حينها ذلك المحاور المقنع والمستشار والمرجع .
والهدف النهائي لكونك تمتلك فن وأسس الحوار هو الوصول إلى منزلة لدى الآخرين ، مما سيجعلك تشعر بالرضا عن نفسك بكل تأكيد وستعرف في النهاية من أنت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كوكتيل سلمان © 2009 | تصميم وتطوير أبو هيثم