الرئيسية | RSS

السبت، 14 أغسطس 2010

في تدبر القرآن

( من كتاب مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة )


ظاهر البحر هو سطحه وباطنه أعماق البحر
فبعضهم قد يسبح على ظهر البحر من عدن إلى العقبة ثم يقول :
أين الكنوز التي تحقق الثراء في الحياة ؟ لم أجدها !
فنقول : الأمر يحتاج إلى غواص وأدوات غوص ، ولا يصل إليها من أكتفى بالسباحة على ظهر البحر حتى لو أفنى عمره كله .
وهذا كالقرآن له ظاهر وباطن
ظاهر يراه كل الناس وهو صور الحروف والسطور التي كتبت على صفحات المصحف الذي يباع في كل مكان ، ويراه كل مسلم وكافر ، مؤمن ومنافق ، برّ وفاجر ، صغير وكبير ، وله باطن لا يراه إلا المؤمنون الذين أمنوا بأنه كلام الله ، وآمنوا بضرورة قراءته والقيام به فغاصوا في أعماق معانيه بتدبر آياته .

قال سهل بن عبد الله التُستَري :

لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه ، لأنه كلام الله وكلام الله صفته وكما أنه ليس لله سبحانه وتعالى نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه ... وإنما يفهم كل ٌ بمقدار مايفتح الله على قلبه ، وكلام الله غير مخلوق ، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة.
وهذا كلام صحيح والتجربة والواقع يشهدان بذلك ، فإن الناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم لآيات القرآن الكريم ، وتنزيلها على أمور حياتهم .
فمتى أردت أن تدخل في رحمة الله وأن تهدى الى الصراط المستقيم فجاهد نفسك في تدبر القرآن الكريم ، وفرغ وقتك وجهدك ، وركز اهتمامك على هذا الأمر العظيم.
كم من أشخاص كانوا لم يكن لهم شأن يذكر ، وبعد اجتهادهم في تدبر القرآن صارت لهم مكانة ومنزلة رفيعة عند الله تعالى ، وصار لهم في الحياة أثر كبير وشأن عظيم .

قال ثابت البناني :

" كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة "


وماقاله ثابت البناني حق ، فقف عند الباب حتى يفتح لك ؛ إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته .
أما أن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
وتذكر أن السفينة لا تجري على اليبس ،
وأن المكـــارم لا تنال إلا بالمكاره وأن الجنة حفت بالمكاره ،

يقول الله تعالى :
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت

إن تدبر القرآن هو طوق النجاة في هذه الحياة وهو حبل طرفه بيد الله(1)وطرفه بيدك ،

يقول الله تعالى :

(فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) النساء
---------------------------------------------

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن جبير بن مطعم رضي الله عنه فال : كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم بالجحفة فخرج علينا فقال
(اليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن القرآن جاء من عند الله؟) قلنا نعم قال :
(فابشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ولا تهلكوا بعده أبدا)المعجم الكبير [جزء2-صفحة126]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كوكتيل سلمان © 2009 | تصميم وتطوير أبو هيثم